أنا لا أستبعد في غمرة هذا التخاذل المشين , والموقف المتفرج الذي تمارسه الأمة , وهي ترى إمامها وقائدها وقدوتها يُنال منه , ويعتدي على شخصه الشريف , أن يخرج علينا بعض المخذولين ليقول : إنه لا تجوز نصرة النبي صلى الله عليه وسلم , ولا الدفاع عنه إلا بعد إذن ولي الأمر!
بالأمس حين أسيء إلى مقامه الشريف صلى الله عليه وسلم , وغضبت جموع المسلمين , وثارت عندهم الحمية الدينية , وقرروا من تلقاء أنفسهم رد هذا العدوان الآثم بما يقدرون عليه من المواقف الشخصية , والتي كان من أبرزها الاستغناء عن المنتجات الاستهلاكية التي تفد من تلك البلاد الفاجرة , واللجوء إلى بدائل أخرى , لزيادة الضغط على المعتدي , وتذكيره بشنيع فعله , وقبيح تصرفه , رأينا من ينبري محتسبا متطوعا لفتِّ عضد الأمة , وتوهين عزيمتها , وتهوين خطوتها .
نعم خرج علينا من يرى أن أثر المقاطعة ضعيف لا يجدي, أو أن المقاطعة لا تجوز إلا بإذن ولي الأمر , أو يرى أنها من البدع المنكرة, أو يعتبرها من الظلم المتعدي.
والحقيقة أن هذه الآراء مع غرابتها , إلا أنها تكشف لنا حالة التشرذم والهوان التي أحدقت بالأمة , وروح الانهزامية والاختلاف التي دبَّت فيها , وهي في الوقت ذاته تعطي مؤشرا قويا للعدو بأن يمارس حريته في كل شيء لأنه سيجد من أبناء الأمة من يتطوع لمناصرته.
فهل تستبعد مثل هذه الفتاوى؟!