كانت ولا زالت الأمة الإسلامية تحتضن طوائف ومللا ونِحَلاً وأجناساً وأمماً مختلفة، على مر التاريخ الإسلامي، وعاش الجميع في كنف الإسلام ورحاب الدولة الإسلامية، أجواءً من الحب والسلام والتعاون والتكافل، بصورة لم يشهد لها التاريخ البشري مثيلا.
وهذا في الأغلب الأعم، وإلا فقد وقع في بعض الأحيان بعض المكدرات التي عكّرت صفو هذه الحقيقة، كما الحال في وضعنا الإسلامي الراهن، حيث نشاهد تقريباً في كل بلد إسلامي فتنا طائفية، وقلاقل أمنية، مما يجعل اليوم يختلف عن الأمس كثيراً.
إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه لمشاهد الفتن الطائفية التي تدور رحاها في عالمنا الإسلامي، على غير العادة:
من أيقظ كل هذه الفتن؟ ومن خلفها؟ ومن ذا الذي يغذيها؟
فهل هو التدخل الأجنبي، الذي لا تسره أبدا الوحدة الوطنية ولا الإخاء الإسلامي، وحيثما وجدت وحدة إسلامية أو حتى إنسانية سعى إلى تمزيقها وشرذمتها؟
أم هو الاستبداد السياسي الذي خيم على ربوع العالم الإسلامي، وقامت عليه إمبراطوريات الاستبداد السياسي والقمع الفكري، وطغت ثقافة التجويع والتشريد، والسجون والمعتقلات والحرمان؟
أم طغيان عالم المعاصي والفجور على عالم الطاعة والإنابة إلى الله، فكم رأت أعيننا حضارات وإمبراطوريات لم تكن تغيب عنها الشمس، هاهي أضحت اليوم في بطون كتب الأخبار والقصص،