الإختلاف في الشخصية
الإختلاف في الشخصية موضوع لا يتناوله أكثر الكتاب ربما بسبب انشغالهم باختلافات من نوع أخر
يعتقدون أنها أهم كالاختلافات العقدية ولإقليميه والقومية والعرقية أي ما يرتبط بانتماءالإنسان
لكن حتى المنتمين لجماعه واحده ومذهب واحد يختلفون في الشخصية
ومثال ذلك لو أحضرنا ماء حار في إناء وطلبنا من كل واحد منا أن يضع يده في الإناء أطول مده
في حدود استطاعته لاتضح التفاوت بيننا في مدى تحمل حرارة الماء فبعضنا سيضع يده في
الإناء لمده طويلة والآخر لمده أقصر
ذلك التفاوت في ذلك السلوك مع ذلك المثير يقودنا إلى شخصية الإنسان والتي تتكون من مكونات
متداخلة من الجسدي البيلوجي والنفسي السيكلوجي والاجتماعي السيسولوجي والعقدي الروحي
خلطة سريه لا يعرفها إلا الخالق سبحانه وتعالى
وحتى وإن كانت شخصية ذلك الشخص من نفس المكونات الأساسية التي تكونت منها شخصية
الشخص الآخر مذهبيا واجتماعيا وعرقيا فالجرعات من كل مكون تختلف في مقاديرها ومدى قوة
تغلغلها ودرجة حرارة النار التي صقلتها أو ومدة الصقل
فتختلف طبخه عن طبخه مع أنها من جنس تلك الطبخة بنفس المكونات لكن إحداهما ألذ من الأخرى
دون إنكار نقاط التشابه بسبب الانتماء المشترك بيننا أكان اجتماعيا أوعقديا
حينما نشاهد رجل مراسل لأحدى القنوات يقف ناصب القامة في أعلى المباني أمام الكاميرا
في أجواء حروب وقذائف نتعجب من هذا الإقدام والمخاطره ونتسائل هل زملائه في المهنة
وأبناء انتمائه مثله ؟
يقول طيار حربي في الحرب العالمية الثانية: أذهلني أحد أصحابي من الطيارين حينما سقطنا في
بحر وعجزنا عن إنقاذه من الغرق وحينما تعب من مقاومة الغرق ابتسم في وجوهنا ضاحكا وقال:
وداعا أريد أن استحم ثم غرق ومات
وفي المقابل تجد رجال تعرفهم من نفس انتمائك لا يركبون الطائرة بسبب الخوف
وهنا ندرك تأثير الفروق الفردية أحيانا بغض النظرعن الانتماء
وهناك أشخاص كلامهم كثير جدا والآخر تتمنى أن يتكلم و بعضهم انفعالا ته دائما في وجهه سلبا
أو إيجابا والآخر وجهه كأنه صفيح من حديد وبعضهم حريص جدا على بعض شؤونه إلى درجة
تجعلك تشفق عليه وأخر تشفق عليه لعدم مبالاته بشؤونه و ثمة أمور تحبها وغيرك لا يطيقها
وبناء على ماتقدم ينبغي تجنب الحكم دائما على جماعه من خلال سلوك فرد من أفرادها ذلك هوا
التعميم وهوا من الظلم الذي يحبه بعض المتعصبين وحتى لو كانوا مفكرين أو رجال مذاهب
ومريديهم لكن الفروق الفردية تعري منطقهم
ولك الحق في نقد فكرهم أو عقيدتهم أو القيم التي في دينهم لكن لا تعمم صفه عليهم قياسا
على سلوك فرد من أفرادهم